عبد الباري عطوان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومُنذ فَوزِ حِزبه بالسّلطة قبل 15 عامًا في انتخاباتٍ تشريعيّةٍ حُرّةً نزيهة، لم يَتوقّف عن الإدلاء بالتّصريحات في مَواضيع شتّى ومُتعدّدة، لكن ما وَرد على لِسانه مساء الجُمعة في خِطابٍ ألقاه في مهرجان في إسطنبول، ربّما يُشكّل علامةً فارقةً في حياتِه السياسيّة، لِما يَنطوي عليه من دلالات، ورسائل في الوَقت نفسه، ونحن نَحكُم على الظّواهر، أمّا البواطِن فالله وَحدُه جلَّ وعَلا الأعلم بِها.
فعندما يُحذّر من أنّه “إذا فقدنا القُدس فلن نَتمكّن من حِماية المدينة المُنوّرة، وإذا فقدنا المدينة، فلن نَستطيع حِماية مكّة، وإذا سقطت مكّة، فسنفقد الكعبة المُشرّفة”، فهاذ يعني أن الرئيس التركي يَشعُر بوجودِ خَطرٍ حقيقيّ يُهدّد المُقدّسات الإسلاميّة عليها، ويَرى أن من واجِبه كسليل الإمبراطوريّة العُثمانيّة، الانتفاض للدّفاع عنها كمُسلم مُؤمن بالله ورسوله ورسالته وعقيدته السّمحاء.