هل ما كشفه السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام في مؤتمر صحفي عقب عودته من “إسرائيل” يشي بحرب إسرائيلية مقبلة على
حملت زيارة السيناتور الأميركي الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي الكثير من الوعود للطرف الإسرائيلي، ولعلّ ما كشف عنه أمس خلال مؤتمر صحافي، يشي بما قد يستجد لجهة حزب الله وسوريا وإيران.
مقاربة جديدة في مواجهة حزب الله نقلها السيناتور غراهام خلال مؤتمر صحفي مع السيناتور الديمقراطي كريس كونز. مقاربة عنوانها “شن إسرائيل لحرب ضد حزب الله بذريعة إقامة مصنع صواريخ مدعوم من إيران في لبنان”.
“توتر كبير تشهده المنطقة وبشكل متزايد خاصة من ناحية إسرائيل التي تعتقد أن مسار الأمور في المنطقة يتقدم وفي الوقت نفسه يتمكن محور المقاومة من حفظ جزء كبير من مصالحه في سوريا، إضافة إلى تراجع الدور الأميركي في المنطقة”، على حد تعبير الباحث في العلاقات الدولية حسام مطر في حديثه للميادين نت.
يرى مطر أن إسرائيل تعتقد أنه في ظل كل هذه التحولات يجب أن تكون أميركا أكثر التحاماً بالمصالح القومية الإسرائيلية وأكثر حضوراً في الجهد الإسرائيلي داخل المنطقة.
عدا عن ذلك، إسرائيل تريد أن يكون عنوان المرحلة المقبلة “تحفيز الضغوط السياسية والأمنية الاقتصادية” وأن تبذل الإدارة الأميركية جهوداً أكبر، في محاولة لاستعادة التوازن الذي يعتقد الإسرائيليون أنهم فقدوه في المنطقة وأن التحولات ليست لمصلحتهم، بحسب مطر.
وفي صورة مكمّلة للمشهد العام يعتبر مطر أن الجو الإسرائيلي يذهب نحو تهيئة مناخات معينة وهو محاولة لجعل ملف موضوع التسلح لدى حزب الله موضوعاً إيرانياً، ليبقى موضوعاً ساخناً وصالحاً للاستخدام في إطار النقاش من ناحية ممارسة ضغط سياسي على حزب الله. ومن ناحية ثانية لاستجرار العطف الغربي، وعبر تعميم مناخ أن إسرائيل تعاني تحديات كبيرة جداً.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة بلومبرغ عن قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل قوله أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أن مواجهة إيران ليست من بين مهمات التحالف في سوريا، محذراً من أنه في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة مواجهة الإرهاب، تشكّل “أنشطة إيران الخبيثة” التهديد الأبرز في المنطقة، حسب تعبيره.
بـ “الحيرة والفشل وعدم النضوج” وصف الكاتب الصحفي علي رزق الاستراتيجية الأميركية الحالية تجاه إيران، وأكّد للميادين نت أنّ كلام قائد القيادة المركزية الأميركية يتعارض مع تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين من بينهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون التي يعتبرون فيها أن أهداف الوجود الأميركي في سوريا هو التصدي لإيران.
ولعلّ من النقاط الخطرة التي تطرٌّق إليها غراهام في مؤتمره الصحفي هو الحديث بوضوح عن أنّ إسرائيل طلبت من واشنطن إعطاءها المزيد من السلاح ودعماً دبلوماسياً في حال ضربت مدنيين في لبنان خلال قصفها مكان تواجد “صواريخ حزب الله”.
وقالها صراحة “جنوب لبنان هو ساحة المعركة المقبلة في المنطقة”.
هذا التصريح لم يلجمه أي خشية من عدم احترام قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان، والذي يحذّر بشكل كامل استهداف المدنيين تحت أي ذريعة.
تشرح الأستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا للميادين نت أن مبدأ التمييز بين المدنيين والعسكريين هو مبدأ ثابت وأساسي في القانون الدولي الإنساني، وأي إخلال في هذا المبدأ يعتبر جريمة حرب، معتبرةً أن هناك أمرين يتبعان التمييز بين المدنيين والعسكريين.
أولاً أمر الضرورة العسكرية، وهذا ما يحاول أن تتذرع به إسرائيل عبر قولها إن هناك ضرورة عسكرية لاستهداف المدنيين باعتبار أن حزب الله يتمركز في الأماكن المدنية، وهذا الأمر مردود على الإسرائيليين ولا يمكن القبول به بموجب القانون الدولي الإنساني.
والأمر الثاني الذي يحكم هذا الأمر هو المشاركة المباشرة في العملية العدائية، بحيث أن المدني الذي يشارك بطريقة مباشرة وبشكل متواصل في العمليات الحربية والعمليات العدائية ويسبب ضرراً للعدو يمكن استهدافه.
وانطلاقاً من كل القواعد القانونية “يمكن الاعتبار أن ما يطلبه الإسرائيليون من الأميركيين هو حماية لهم من المضايقات التي ممكن أن تحصل على صعيد القانون الدولي الإنساني في الجرائم التي سوف يرتكبونها باستهداف المدنيين” في حال شنّ هذه الحرب، بحسب نقولا.
قائد القوات البرية الإسرائيلي: حربنا المقبلة مدمّرة وسريعة وأحد أهدافها اغتيال نصر الله
بالتزامن هدد قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي كوبي باراك، بتصفية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر اللّه في حال اندلعت حرب على الجبهة الشمالية.
هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية نقلت الأربعاء عن باراك قوله إنه “في حال اندلعت حرب على الجبهة الشمالية، فإن أحد أهدافها سيكون تصفية (الأمين العام حزب الله حسن) نصر الله”.
باراك الذي أطلق تصريحه خلال جولة نظمها الجيش الإسرائيلي لمراسلي الشؤون العسكرية في الصحف الإسرائيلية، قال إن “خطر اندلاع حرب ازداد هذا العام، على الرغم من أن كافة الأطراف غير معنية بذلك، كما كان الوضع عشية اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006”.
الجنرال باراك أوضح أنّ العملية البرية في الحرب القادمة ستكون واسعة وسريعة ومدمرة أكثر من الماضي كما ستبدأ في مرحلة مبكرة.
يشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي عرض اليوم على المراسلين للشؤون العسكرية وسائل قتالية حديثة، لا يزال بعضها في مراحل التطوير الأخيرة.
ومن بين هذه الوسائل، طائرات مسيّرة مخصصة لنقل المؤن وإجلاء المصابين، وقذائف دقيقة، وناقلات جنود تُعتبر الأكثر تقدماً وتلائم ظروف المعركة الجديدة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
لبنان ولماذا تصرّ تل أبيب على إقحام إيران في كل صغيرة وكبيرة في المنطقة؟